معنى وحقيقة اسقاط مركاتور
إسقاط مركاتور هو إحدى طرق الإسقاط الإسطواني المستعملة في رسم الخرائط، اخترعها العالم الجغرافي ورسام الخرائط الفلمنكي جيراردوس مركاتور في عام 1569م
1-مبدأ عمل طريقة إسقاط مركاتور
يعتبر أسقاط مركاتور كأي مسقط أسطواني آخر يقوم على إحاطة الكرة الأرضية بأسطوانة حيث يتم التلامس بين الكرة والاسطوانة عند خط الاستواء، فيتم إسقاط كافة سمات ونقاط الأرض عليها، وتُفتح الأسطوانة بعد ذلك، وتبسط لتشكل خارطة مستطيلة ذات خطوط طول شاقولية (عامودية) و خطوط عرض أفقية وجميع الخطوط تكون متوازية ومتساوية التباعد فيما بينها أما خطوط العرض تكون مستقيمة ومتوازية ولكن البعد بينها غير متساوٍ، إذ أنها تتباعد كلما اقتربنا من القطبين.
تزداد نسبة التشويه في الأسقاط الأسطواني كلما اتجهنا نحو القطبين، ومن هنا تأتي أهمية مسقط مركاتور حيث أنه يقوم بتقليل هذا التشويه. فمسقط مركاتور هو بالأصل مسقط اسطواني عادي ولكن (المصمم)قام بتقصير المسافة الفاصلة بين دوائر العرض كلما اتجهنا نحو القطبين بنسبة معينه وهذا ما يجعل الخط المستقيم من أي نقطة على الخريطة إلى القطب مساوي تقريباً للحقيقة بعد معالجة نسبة التصغير الخاصة بالخريطة مما يجعل البوصلة أكثر دقة في الخريطة، لهذا السبب دائمًاً ما يحمل الملاحون خريطة بمسقط مركاتور.
2-الانتقادات والحقيقة
يتهم إسقاط مركاتور بالتشويه (التصغير) المتعمّد للمناطق التي تقع جنوب خط الأستواء، حيث يمكننا ملاحظة ذلك بالمقارنة بين أفريقيا وغرينلاند، فنرى في الخريطة أن غرينلاند أكبر من أفريقيا لكن في الحقيقة أفريقيا أكبر بـ14 مرة من غرينلاند وبالتحديد فهي أصغر بقليل من الجزائر، بشكل مشابه كذلك، فأوروبا تبدو ضخمة للغاية على الخريطة، لكنها في الواقع أكبر من أستراليا بحوالي 35٪ فقط وأكبر بقليل فقط من مساحة الولايات المتحدة الأمريكية (10.18 مليون كيلومتر مربع لأوروبا، مقابل 9.83 مليون كيلومتر مربع للولايات المتحدة) الأمر قابل للتطبيق على مختلف الأمثلة الأخرى، فعلى الخارطة تبدو أوروبا قريبة نسبياً من مساحة أفريقيا، لكنها لا تتجاوز مساحة 33٪ فقط من أراضي القارة السمراء، وكذلك هو الحال بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة أو ولاية ألاسكا الأمريكية مقارنة بالمكسيك.
كما أن البرازيل أكبر بخمس مرات من ألاسكا في الواقع، في حين أن الأخيرة أكبر من البرازيل على الخارطة.
وتشير الخارطة إلى أن الدول الإسكندنافية أكبر من الهند، في حين أن الهند هي في الواقع ثلاثة أضعاف حجم الدول الاسكندنافية مجتمعة.
ببساطة، الأحجام الموجودة على الخرائط مضللة بشكل كبير وتوحي بمساحات هائلة للشمال مقابل كون مساحة المناطق الاستوائية والمدارية أقل من حجمها الواقعي.
و من هنا تأتي إدعاءات تقول بأن إسقاط مركاتور تعّمد التفريق العنصري بين دول ذوي البشرة البيضاء في الشمال و دول ذوي البشرة السمراء في الوسط و الجنوب. ففي الإسقاطات الأخرى لا يكون هناك نفس القدر من التشويه في المساحة الذي أظهره أسقاط مركاتور.وهناك من يعتقد أن مركاتور بذل جهدا كبيرا في تمثيل شكل الدول، ولكن على حساب الحجم، وبالتأكيد أيضا لصالح الدول الغنية، أي دول الشمال.
تعليقات
إرسال تعليق